صيدنايا كلمة
سريانية الأصل ومعناها (سيدتنا), يوجد في دير صيدنايا أيقونة السيدة
العذراء وهي إحدى النسخ الأصلية للأيقونات الأربع التي رسمت بيد الرسول
لوقا البشير, وتلقب بالسريانية (شاغورة) ومعناها ( المعروفة والذائعة
الصيت),
كما يوجد فيهابضع
ايقونات فنية للعذراء وغيرها يرجع تاريخها للقرن الخامس والسادس والسابع
بعدالميلاد.والدير في ذاتهمؤسسة رهبانية تابعة لمركز البطريركية
الانطاكية في دمشق, فيه نحو خمسين راهبة ترعاهن الكنيسة.
يقع هذا
البناءالفخم على رابية عالية جميلة, تشرف على قرية صيدنايا السورية وفيه
مكتبة تضم المئاتمن الكتب المخطوطة الثمينة التي يتبين منها أن عهد بناء
هذا الدير يرجع إلى حواليسنة 547 بعد المسيح.
أما قصة بناءالدير
فيروي المؤرخون أن الامبراطور البيزنطي (يوستنيانوس) الأول لما خرج بجيوشه
لمهاجمة الفرس, مرّ بطريقه عبر سورية فوصل إلى صحرائها حيث عسكر الجند مع
خيولهمومعداتهم, ولكن ما لبث أن فتك بهم العطش نظراً لقلة المياه في تلك
البقاع, وفيما همعلى هذه الحالة المؤلمة إذا بأنظار الملك تقع من بعيد على
غزالة شهية للصيد فأخذيطاردها بحماسة شديدة حتى أن التعب كاد أن ينهكها
فوقفت على تلة صخرية ثم اتجهت صوب ينبوع ماء عذب متدفق رقراق, وهناك لم
تترك الغزالة للصياد أي فرصة ليسدد اليهاسهامه, بل فجأة تحولت هيئتها إلى
ايقونة للسيدة العذراء يشع منها نور عظيم وخرجت من الأيقونة يد بيضاء
وامتدت عن بعد نحو الملك الصياد وقالت له: كلا لن تقتلني ولكنك ستشيد لي
كنيسة هنا على هذه الرابية ثم غاب شبح الغزالة.
وبعد عودة الملكمن
رحلته قص على معاونيه ما شاهده في هذه الرحلة وأمرهم بالحال بوضع تصميم
للكنيسةالتي سينشؤها.يحتل دير سيدة صدنايا المركز الثاني في الأهمية بعد
القدس الشريف من حيث كثرة الزوار للأماكن الدينية في الشرق, وتزداد شهرته
اتساعاً بما تجترحه السيدة العذراء من العجائب نحو الجميع من أي دين
كانوا, وإن الزائرين الذين يؤمونه من كل اقطار العالم وفي كل مناسبة إنما
يقصدون التبرك بزيارة ( شاغورة) صيدنايا والانحناء أمامها بالاحترام,
طلباً لنعم العذراء الطاهرة