الصلاة الربانية

الصلاة الربانية

هي تلك الصلاة النموذجية الموجزة، بل وهي في الوقت عينه، الصلاة الكاملة الشاملة والصلاة العجيبة التي تتضمن معاني شتى وحكما كثيرة بعبارات صغيرة جذابة وجميلة مقتضبة وملخصة. هي نفس الصلاة التي علمها الرب يسوع لتلاميذه ( متى 6: 9-13 ).

إنّ الصلاة الربانية كما هي مدونة في إنجيل البشير، متى، والتي وردت في الموعظة على الجبل، حيث يؤكد الرب يسوع، أنّ الصلاة يجب أنْ لا تكون محاولة يائسة من قبل الناس، لجلب انتباه الله، وذلك من خلال تكرار الكلمات أو إطالة الصلاة، وما إلى ذلك، كما تفعل الأمم الأخرى، لكن يجب أنْ تكون الصلاة الحقيقية، هادئة وأنْ تكون في عين الوقت، تعبير عن الثقة التامة في الحاجة إلى الأب السماوي الذي يعطي بسخاء ولا يعير. كما يجب أنْ لا ننسى، من أنّ إظهار موقفنا في الصلاة مهم جدا للغاية.

في الموعظة على الجبل، يظهر الرب يسوع لتلاميذه كيف يجب أنْ يصلوا. كما أنّ هذه الصلاة عينها، مدونة في إنجيل البشير لوقا. فحين رأى التلاميذ، الرب يسوع وهو يصلي، سألوه، حتى يعلمهم الصلاة. إنّ التأكيد في هذا الإنجيل حول الصلاة، هو لأجل ماذا نصلي ؟ ( لوقا 11: 2 ) .

سميت الصلاة، بالصلاة الربانية، لأنّ الرب يسوع هو الذي علمها لتلاميذه، كذلك سميت صلاة التلاميذ. وتعتبر هذه الصلاة بحق، صلاة الصلوات أو أم الصلوات، إنْ جاز التعبير. فهي مثال لجميع الصلوات التي تصدر عنا، ونموذج مقبول لروحها وأسلوبها، ودرسا أساسيا في موضوع الصلاة. وكيف يمكن أنْ تخرج صلاة مثل هذه الصلاة، إلا من فم ابن الله ؟. فهي تحتوي في كلماتها وطلباتها على كل ما نحتاج إليه. كل ما يهمنا من أمور الحياة الزمنية والأبدية، روحية كانت أم مادية. ابتداءً من مملكة الله إلى الخبز اليومي. إلى الأشياء الكبيرة والأشياء الصغيرة، إلى الأمور العظيمة والأمور البسيطة.

إنّ كل عبارة، وكل كلمة وردت في نص هذه الصلاة، تشير إلى حقيقة ذات أهمية كبرى، علينا كمؤمنين أنْ لا نغض الطرف عنها قط، أو نهملها، بل أنْ نتأمل فيها، ونضعها موضع التطبيق بصورة عامة في حياتنا العملية، وكذلك في صلواتنا بصورة خاصة، ودائمة.

قال أحد آباء الكنيسة، أنّ هذه الصلاة هي ملخص المبادئ المسيحية، إذ أنها تتضمن الطلبات والتوسلات والتشكرات، وكل غايات الصلاة الزمنية والروحية والإلهية والإنسانية، مرتبة على ترتيب مناسب جميل. وقال أحدهم، أنّ الصلاة الربانية هي لؤلؤة كبيرة ثمينة وكثيفة علينا أنْ نحركها في كل الجهات لكي نكشف قوتها ومعانيها المختلفة.

يتلو الناس هذه الصلاة، في كل زمان ومكان، أثناء وقت الصلاة، أو دونه أو أثناء العبادة الجمهورية، إذ لا يجد المؤمن المسيحي نفسه مقيدا بمواعيد وأوقات الصلاة وأسلوب تأديتها، كما هو الحال في بعض الديانات الأخرى. فالمؤمن هو حر، يستطيع أنْ يتلو الصلاة ساعة يشاء، من دون أنْ يضطر، إلى تأجيلها، أو إهمالها بسبب مشاغله الخاصة. ما دامت الصلاة حديث مع الله الموجود في كل مكان وفي كل وقت.

يستطيع المؤمن أنْ يصلي عندما يتناول الطعام، وعندما يسير في الطريق، وعندما يذهب إلى العمل، ويصلي أيضا في العمل عينه، وفي وسط المسؤوليات، يصلي بلا انقطاع. وعندما يركب الطائرة. فالله ليس له مشغوليات ذات أولوية قصوى، بحيث يضطر خلالها أنْ يحجب نفسه ويمتنع من الإصغاء إلى أي شكل من الصلاة. فحاشا، الله لا يقدر أنْ يركن جانبا حتى يصغي إلى الصلاة. يقول المرنم في هذا المضمار: " أحببتُ لأنّ الربَ يسمع صوت تضرعاتي. لأنه أمال أذنه إليّ فأدعوه مدة حياتي " مزمور 116: 1-2.

كذلك يقول يوحنا الرسول في سفر الرؤيا: " ولا تزال ( الحيوانات الأربعة ) نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي يأتي. وحينما تعطي الحيوانات مجدا وكرامة وشكرا للجالس على العرش الحي إلى أبد الآبدين. يحر الربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي على أبد الآبدين" رويا 4: 8-10.

تتلى الصلاة الربانية أيضا على انفراد أو مع الآخرين. وتعتبر معظم الكنائس المسيحية ، الصلاة الربانية ركنا جوهريا لعقائدها، لأنها تجمع أفكار الإنجيل الأساسية كلها، لأنها خلاصة الإنجيل. كما تتلى هذه الصلاة في الكاتدرائيات الفخمة وفي قصور الملوك والرؤساء، في البيوت الصغيرة والأكواخ البسيطة. يتلوها العظماء والبسطاء، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار. كما تصاحب هذه الصلاة المؤمن المسيحي كل أيام حياته، من المهد إلى اللحد، ولا يمكن أنْ يستغني أو يعوض عنها.

يجب أنْ ندرك تماما حتى نتلو هذه الصلاة، بوعي تام وقصد. فلا يستطيع أحد أنْ يصلي هذه الصلاة بحق إلا من كان فعلا ابنا لله، أي مولودا ثانية، وأدرك الخلاص.

تعلمنا الصلاة الربانية حتى نثق ونتكل على عناية الآب السماوي ونؤمن بمواعيده المقدسة، لأنه قال لا أهملك ولا أترككَ ( عب 13: 5). فهو يفتح كوى السموات ويفيض ببركاته علينا حتى لا توسع. كما نتعلم من هذه الصلاة اختصار الصلاة، ورغم بساطتها، فهي عميقة ومركزة ، ويجب أنْ لا تستخدم مثل تعويذة في تكرارها. وبما أنّ المسيح لم يكن دخل على وظيفة الشفاعة، لم يضع اسمه فيها، غير أنه بعد صعوده وجب تقديم الصلاة إلى الآب السماوي باسم يسوع. أيضا لم يذكر في الصلاة الروح القدس ، لأنه لم يكن بعد أعطي للمؤمنين.

عاشت ايدك يا وده باك الله يمينك

تحياتي ابو كيفن

شكرااا للمووضووع الاكثر من راائع ومهم

شكرا اللك عل الموضوع الرائع

رآقيه ورائعه مواضيعك،,
سلمت يمناك
ع الصلاة والكلمات الروعه
حفظك الرحمان,
تقبل مرور يالبسيط
تح ــــياتي

» تاملات في الصلاة الربانية
» الصلاة الربانية .. كيف نحولها إلى حياة ؟؟ أبونا متى المسكين(2)
» الصلاة الربانية وكيف نحولها إلى حياة ـ أبونا متى المسكين (1)
» ابتهــــــــــــــال قبل الصلاة
» الصلاة