هناك عدة أوجه لليابان لا يمكن إدراكها بسهولة عبر القراءة عن اليابان والشعب اليابانى، فمع الوقت يصبح لكل دولة وشعب صورة أو صور نمطية، وتتحول تلك الصورة أو الصور النمطية إلى النموذج الذى يتم من خلاله النظر لهذه الدولة وهذا الشعب، ويتم التركيز عليها من قبل وسائل الإعلام، وتتحول تلك الصورة إلى رؤية يبدأ منها الجميع، وينتهى عندها الجميع. ولهذا فإن محاولة رؤية اليابان بعين أخرى هى عملية شديدة الأهمية والامتاع والثراء.
وإذا كانت إحدى الصور النمطية المتكررة عن اليابان والشعب اليابانى هى تقديس العمل، وكره الإجازات فإن الواقع مختلف وأكثر واقعية بالطبع. فاليابانى من جانب يعمل، ولكن بصفته البشرية هناك حدود للقدرة على العمل، وهناك إنتاجية من شأنها أن تتأثر سلبا مع تزايد ساعات وأيام العمل بدون الحصول على نوع من الراحة والإمتاع المطلوب.
وهنا يأتى دور الإجازات والاحتفالات والأعياد لتحقق هذا التوازن الهام فى حياة الشعب اليابانى، فإذا كانت أيام الأسبوع من الاثنين إلى الجمعة مخصصه للعمل، فإن أيام الإجازات الأسبوعية تصبح مجالا لإعادة الشحن النفسى والبدنى، وتجمع الأسرة فى تحركات عائلية، ويضاف لها بالطبع إجازات وأعياد أخرى على مدار العام يهتم اليابانى بها ويعد لها بشكل متكامل.
ولا تقتصر تلك الإجازات على الاحتفالات اليابانية التقليدية المرتبطة بالعقائد والتاريخ والأساطير وغيرها من السمات اليابانية الطابع، ولكنها تتجاوز هذا إلى الاحتفال بالعديد من المناسبات الغربية الطابع كالهالوين والكريسماس فيما يختلط الاحتفال برأس السنة ما بين الطابع اليابانى والغربى.
وتبقى النقطة الهامة أن تلك الاحتفالات تظل ذات طبيعة خاصة كونها تتم وببساطة على الطريقة اليابانية، فهى احتفالات وإعدادت تتم عبر البلاد ولكن بمنتهى التنظيم والدقة اليابانية.
وخلال هذه الأيام تتألق اليابان بشدة، وتنيرها العديد من الأنوار احتفالا بالكريسماس.. فالحدث وعلى الرغم من أنه ليس إجازة رسمية يحظى باهتمام شديد يبدو واضحا فى الأضواء التى تنير اليابان حاليا، ولا تقتصر هذه الأضواء على ما نعرفه من أنوار متفرقة هنا وهناك، أو أشجار مزينة استعدادا للحدث لا على طوكيو العاصمة فقط، ولكن تتجاوز هذا إلى أجندة محددة ومواعيد مخططة فى العديد من المواقع المعروفة والمحددة، بالإضافة بالطبع إلى الأنوار التى تبدع فيها كل مدينة حسب قدراتها ورؤيتها وإمكانياتها..
ومن خلال العديد من المواقع على الإنترنت يمكن لمن يرغب التعرف على إبرز تلك الأماكن والعروض الضوئية التى تتم فيها، كما تشمل تلك الجهود أيضا تنظيم عروض ضوئية خاصة خلال أوقات معينة من اليوم وهو ما يعنى إضافة مواعيد هذه العروض الضوئية أيضا إلى تلك الأجندات.
وبهذا يصبح من الطبيعى خلال تلك الأيام التى ستستمر حتى الاحتفال ببداية العام الجديد أن تجد العديد من التجمعات المسائية لليابانيين من مختلف الأعمار وهم يتابعون بشغف وحب الإبداع فى هذه العروض، ويلتقطون لها الصور فى تجمعات دائما منظمة وهادئة على الطريقة اليابانية.
وبهذا تصبح الاحتفالات توازيا طبيعيا للعمل وفترات استراحة للإعداد لأوقات عمل أخرى مقبلة، فالعمل بجدية يصاحبه أيضا الاحتفال بجدية.
أحد المناطق الأساسية فى أضواء الكريسماس هى شينجوكو Shinjuku وتعد العاصمة الاقتصادية لطوكيو ويقع بها مقر إدارة العاصمة
شينجوكو
أحد المحلات فى شينجوكو تعرض العديد من منتجات الاحتفال بالكريسماس كما هو الوضع فى كل المحلات حاليا
أحد الأماكن الشهيرة لمشاهدة أضواء الكريسماس فى منطقة وسط طوكيو Tokyo Midtown والتى تقع فى روبونجى
منطقة وسط طوكيو فى روبونجى وفى الخلفية برج طوكيو
يعبر هذا الشكل عن صورة لبجعتين فى مشروع تم تنفيذه من خلال شاشة عملاقة يصل طولها إلى 15 مترا وعرضها إلى 40 مترا، ونفذت من نافورة مائية ضمن عروض الاحتفالات الضوئية فى أوديبا على خليج طوكيو، وهو العرض الذى يستمر على مدار 15 دقيقة خلال أوقات محددة فى المساء تم تحديدها والإعلان عنها مسبقا. وقد افتتحت يوم الجمعة 18 ديسمبر، ويستمر العرض من 21 ديسمبر حتى 11 يناير 2010. ويظهر فى خلفية الصورة كوبرى قوس قزح الشهير.
الأحد يناير 10, 2010 9:51 am
